الزواج ام الدراسة

على الفتاة المسلمة أن تتيقن تماماً، أن دورها كزوجة وأم، أسمى وأعظم بكثير من أي وظيفة دنيوية أخرى قد تتحصل عليها بالدراسة، وهذا لا يعني ترك الدراسة، بل يعني ترتيب الأولويات والاتفاق مع الطرف الآخر (الزوج) على إكمال الدراسة الجامعية.
إن إكمال الدراسة الجامعية بعد الاتفاق مع شريك الحياة، لهو نجاح جميل يحقّقه الاثنان معاً، وما أحلى أن يعيش الزوجان كل مراحل الحياة معاً، بحلوها ومرها، وشواهد الحياة كفيلة بإبراز نماذج حقّقت نجاحات كبيرة على مستوى إكمال الدراسة الجامعية وتحصيل أعلى مراتب الدراسة. وإذا كنت ترفضين كل من يتقدّم لك بحجة إكمال الدراسة، فإنك ستفقدين عند إكمال دراستك جزءًا من امتيازاتك، إذ ستكبرين عامين أو ثلاثة أعوام، وهذا بحد ذاته كفيلٌ بأن يقلّل من فرصة زواجك، خصوصاً إننا في مجتمع عربي يركّز على سن الفتاة قبل الزواج، ويفضّل الفتاة الأصغر سناً. كما وإن فتيات كثيرات أصررن على مواصلة الدراسة ورفض الارتباط أثناء ذلك، إلى أن انقطع الخاطبين عن طرق أبوابهن، وفاتهن القطار وقلّت الامتيازات، وأصبحن ينتظرن أي خاطب ولو كان مرتبطاً.
من قال ان الدراسة تتعارض مع الزواج؟ انهما أمران لا يمكن المفاضلة بينهما، لكن يمكن تحديد المهم فالأهم، فانتظار فرص الزواج بعد الدراسة الجامعية التي تستغرق أربع سنوات أو يزيد، فيها من المخاطر الاجتماعية التي ينبغي وضعها بعين الاعتبار، كالوصول إلى سن الخصوبة بالنسبة للفتاة دون زواج، وكذلك انتشار بعض العلاقات غير الشرعية بمسمّى الحب، إلى جانب تلك النظرة الغريبة على مجتمعاتنا العربية في تفضيل الدراسة الجامعية على الزواج. فكثيرٌ من الأزواج شجّعوا زوجاتهن على إكمال الدراسة الجامعية حتى وصلن إلى مستويات عليا، ولا يعني وجود نماذج من الأزواج الذين يجبرن زوجاتهن على ترك الدراسة أن تكون هذه النماذج هي السائدة، فالاتفاق قبل الارتباط والزواج كفيلٌ بضمان حقّ الزوجة في إكمال دراستها الجامعية إن رغبت، فالاستقرار العاطفي بعد الزواج هو أحد العوامل التي تساهم في إنجاح الحياة العملية لكل من الزوجين.
وتبقى هذه الرؤية وجهة نظر قد يؤيدها البعض ولا يتوافق معها الآخر